وبالسر المكنون الذي كان بينك وبين حبيبك محمد صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة الإسراء، وبسر الأسرار ونور الأنوار الذي أودعته في قلوب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.

يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا مالك، يا قدوس، يا نور، يا حي، يا قيوم، يا وهاب، يا سريع، يا قريب، يا مجيب، يا خير الوارثين، يا أرحم الراحمين، يا مجيب الدعاء، يا وأحد، يا أحد، يا فرد، يا صمد، يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا صاحب الفضل، يا رحيم، يا منان، يا مدبر الأمور، يا سلطان، يا خالق السموات والأرض، يا صاحب الجلال والإكرام.

أسألك، اللهم، بحق هذه السورة العظيمة وبمن أنزلت على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبما أودعت فيها من الأسرار والنور، يا نور الأنوار، يا فاتح الأبصار، يا قهار، يا عزيز، يا غفار. 

اللهم، إني أسألك بحق سورة "والضحى والليل إذا سجى"، باسم الله العظيم الذي قامت بقدرته السموات بلا عمد، وبسط الأرض على الماء بلا أركان، وسجدت لك الكائنات من طيور ونجوم وملائكة وأبرار، ومكّنت الليل من النهار والنهار من الليل. 

أسألك، اللهم، أن تحيي قلبي بنورك كما أحييت قلوب أنبيائك، وأن توقظني من غفلتي، وتطهر قلبي من الأحقاد، وتوفقني لطاعتك، وتغنيني عن فقر الدنيا، وتمنحني ما أريد، وتحفظني من كل من يريد بي سوءًا، وتلبسني تاج الكرامة، وتردني برداء العز والسلامة. 

أسألك، اللهم، بالسر المكنون الذي أودعته في الكتب السماوية، أن ترزقني رضاك، وتجعلني في حماك، وتمنحني القبول والمودة، والرأفة والرحمة من عبادك. 

اجعلني قادرًا على مواجهة الظالمين، وتوفني مسلمًا مؤمنًا، ونجني من الشرك والشك، يا ولي، يا ودود، يا غفور، يا رحمن الدنيا والآخرة. 

ارحمني برحمة تنالني الرفعة في الدنيا والآخرة، يا من قلت: "وللآخرة خير لك من الأولى". 

يا كافي، يا غني، يا فتاح، يا رزاق، أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وامنحني من فضلك وجودك وكرمك، من كل ما هو خير. 

يا خالق، يا بارئ، يا مصور، سخر لي روحانية هذه السورة في جلب الأرزاق، وكشف الأسرار، وتدمير كل ظالم وجبار.

(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)، اللهم إني أسألك، يا جابر العظم الكسير، يا مغني البائس الفقير، يا رازق الطير والطفل الصغير، يا راحم الشيخ الكبير، يا مطلق المكبل الأسير، يا من له الحكم والتدبير، يا واسع الكنف، يا عالي الشرف، أعد إلي ضالتي، وارجع لي ما شرد مني، وعلمني بسر من المخزون المكنون، إنك على كل شيء قدير. 

يا من قلت في كتابك (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)، اللهم إني أسألك بسرك الأعلى، يا من يعلم السر وأخفى، يا معطي البرايا، يا قابل الشكايا، يا دافع البلايا، 

أسألك بحق لطفك الخفي، وبنور وجهك الكريم، وبعز عرشك، وبجلال جلالك، وبجمالك القديم، أن تغنيني بغناك الشامل، وتعطف علي بفضلك الكامل، وتحميني بكمالك عن أعين الناظرين وإبصار الظالمين. 

يا من قلت (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)، اللهم إني أسألك بحق من سجد لك، وبحق الساجدين، وبحق عبادك، وبحق العابدين، وبحق الوعد القريب، وبحق المقربين، وبحق الأولياء والأصفياء والصالحين. يا رازق اليتامى والضعفاء والسائلين، ارزقني منافع أسمائك العظيمة، وسخر لي روحانية هذه السورة الجليلة في جلب الأرزاق ودفع المضار عني، واحمني من كل ضر وسقم وألم، ومن شر الأشرار وكيد الفجار. 

فلا حول ولا قوة لي إلا بك، يا الله، قوتي وحولي بك، يا الله، يا الله، يا الله، على كل ظالم وغاشم وسارق وطارق ومارق ومتكبر وفاجر وباغ وحاسد وشيطان ومارد وجني وسلطان جائر وساحر وساحرة، حسبي الله وحده.

أليس الله كافياً لعبده؟ فسوف يكفيكهم الله، وهو السميع العليم. يا من هو هو، يا كافي، يا فاطر، يا كبير، يا ملك، يا عظيم، يا سلام، اكفني شر ما أخاف شره. 

يا من قلت وقولك الحق: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). اللهم إني أسألك، يا الله، يا عزيز، يا علي، يا غفار، يا ستار، يا عليم، يا حكيم، يا ذا الحجة البالغة، ويا ذا النعمة الشاملة. يا رحمن الدنيا والآخرة، يا خير من سئل، وأكرم من أعطى، أسألك بالآيات البينات والذكر الحكيم، وبمحكم كتابك العزيز، أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً. 

وامنحني فهم أسرار آياتك العظيمة التي أخفيتها عن كثير من عبادك، واكشف عني حجاب الغفلة عن قلبي حتى أرى نور جمالك. إنك على كل شيء قدير. ألحقني بأوليائك وأصفيائك، وسخر لي روحانية هذه السورة الجليلة لتكون عوناً لي في أموري في الدنيا والآخرة.