بناء الأحكام على الكشف
سؤال.
ما مدى صحة ما يسمى بطريقة الكشف المنامي؟ وهل تستند إلى الكتاب والسنة؟ وهل يجوز تطبيق طريقة الكشف المنامي لمعرفة ما يخفيه الآخرون؟ وهل يستند القرار على الأحلام التي تُرى بعد تطبيق طريقة الكشف المنامي؟
أقراء المزيد عن : سورة ألجمعة لفك ألسحر
الجواب
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً:
فإن الكشف منه ما هو رحماني وهو كرامة من الله تعالى لعباده. ومنه ما هو شيطاني، ومنه ما هو نفسي.
فالكشف الذي يأتي من الله تعالى يوضع في قلب العبد، ولا يطلبه العبد ولا يكتسبه.
وما يطلبه العبد من الرياضات وغيرها ليس من الكشف الرحماني، بل هو من الله تعالى.
ولا يجوز أن يطمع العبد فيما يكتمه غيره.
ولا يجوز الحكم على الكشف حتى يعرض على الكتاب والسنة ليتأكد العبد من كونه وحياً من الله تعالى.
وإذا كانت اختيارات عباد الله
لا يجب عليهم أن يتصرفوا على أساس ما نزل عليهم من الكشف أو الإلهام، فإن غيرهم أولى بذلك. قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ومنهم من هو من أهل الحديث ...
عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ”إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه“.”لقد كان في الأمم قبلكم محدثون. فإن يكن في أمتي محدثون فعمر.
وهذا الحديث يدل على أن مجدد هذه الأمة هو عمر رضي الله عنه، وأبو بكر أفضل منه. وهو صِدِّيقٌ مُلْهَمٌ من الله تعالى غير معصوم، وعليه اتباع القرآن والسنة.
- قال أبو الحسن الشاذلي:
- أنت ضمنت العصمة في الكتاب والسنة، ولم تضمنها في الكشف والإلهام، وإنما ضمنت العصمة في الكتاب والسنة.
- ولهذا اتبع عمر بن الخطاب كتاب الله تعالى.
- فبين له أبو بكر الصديق خلاف ما وقع له من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- فبين له يوم الحديبية، ويوم وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويوم قتال مانعي الزكاة، إلى غير ذلك.
وكان عمر بن الخطاب كثيرًا ما يستشير أصحابه.وكلما قال عمر شيئًا ردت عليه امرأة مسلمة بقولها وأخبرت عمر بالحقيقة.
حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فيرجع إليه في ذلك. فَيَتَّبِعُهُ وَيَتْرُكُ رَأْيَهُ وَيَرْجِعُ إِلَى سُنَّةِ مَنْ دُونَهُ فِي مَسَائِلَ شَتَّى. وَإِذَا قَالَ قَوْلًا، قَالَ: صَدَقْتَ:
فإذا كان هذا هو إمام المحدثين، فكل من ذكر الله بقلبه إلى يوم القيامة فهو دون عمر رضي الله عنه. هذا كل ما في الأمر.
أما الأحكام المبنية على الرؤيا المنامية فلا تجوز. ولو رئي النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر. ولا يجوز اتباع ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. قال الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في تنوير الحوالك.
فِي زمن شيخ الْإِسْلَام الْعَلامَة عز الدّين بن عبد السَّلَام. رأى رجل النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ”يا رسول الله! ”اذهب إلى مكان كذا وكذا فاحفره. فإن فيه ركازاً فاجعله لك. فلما استيقظ ذهب إلى الموضع فحفره فوجد الكنز، فاستشار علماء ذلك الزمان، فأفتوا بأنه لا خمس عليه لصدق الرؤيا.
وأفتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بوجوب الخمس. وذكر أن كثيراً ما ننزل حلمه منزلة الحديث الذي يروى بإسناد صحيح ويعارض ما هو أصح منه. وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ: حَدِيثُ رِكَازِ الْخُمُسِ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ. وما تقدم هو
يتلقى الحكم من الشرع الشريف، وليس من الرؤى والأحلام.
الله أعلم.
تعليقات
إرسال تعليق