و فاة النبي صلى الله عليه وسلم
كانت وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - أهم حدث في تاريخ حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
مَتَى تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
الجواب
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحَى يَوْمِ الِاثْنَيْنِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ 11 مِنَ الْهِجْرَةِ:
مَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَحْسَنَ وَلَا أَضْوَأَ مِنْ يَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا قَطُّ أَقْبَحَ وَلَا أَظْلَمَ مِنْ يَوْمِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ وَالْبَغَوِيُّ. وعن أنس: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي صلاة الفجر يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي معه، فكشف رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ستور حجرة عائشة فرآهم في الصف في الصلاة، فقال: ” يا عائشة!
ثُمَّ تَبَسَّمَ فَضَحِكَ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الصَّفِّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ. وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَادُوا أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، ثُمَّ دَخَلَ الْحُجْرَةَ فَأَرْخَى السِّتْرَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمُوتُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ غَيْرُهَا، فَدَعَتْ لَهُ عَائِشَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاتَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَوَفَّاهُ.
فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ وَأَنَا مُسْنِدٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَأَخَذْتُهُ، فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ فَأَخَذْتُهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ما إن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سواكه حتى رفع يديه وأصابعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه، ثم قال: ”اللهم اغفر لي وارحمني مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا“. وسمعته عائشة يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، اللهم ألحقني بالصديقين والصالحين والشهداء والصالحين الذين أنعمت عليهم، اللهم ألحقني بالرفيق الأعلى). وبعد أن كرر الكلمة الأخيرة ثلاث مرات، مالت يده صلى الله عليه وسلم والتحق بالرفيق الأعلى.
فبداية أود أن ألفت الانتباه إلى أن الأولى بالمسلم أن يضع لنفسه برنامجاً خاصاً به لتعلم أمور دينه، وأن لا يعتمد إلا على أقوال الكتب المعتمدة والعلماء المعتبرين.
وأما ما ذكره السائل فقد فصَّل علماء المحدثين وأهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل من غير أن ينزع ثيابه: العباس وعلي والفضل وخاتم ابنا العباس وشكران رسول الله صلى الله عليه وسلم, أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
فقلبه العباس والفضل وقثم على ظهره، وصب عليه أسامة وشقران الماء، وغسله علي وضمه أوس إلى صدره - رضي الله عنهم أجمعين - وكفنوه في قطن كرسف من قطن الصفر (من اليمن) بلا قميص ولا عمامة وَكَفَّنُوهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ مِنْهَا ثَوْبَانِ صَحْرَاوِيَّانِ وَبُرْدٌ حِبَرَةٌ.
وهذه الممارسة مذكورة في كتب السيرة الموثوقة وأصلها في الصحيحين وغيرهما.
وأما أبو بكر فلم يثبت أنه ذهب لتجهيز رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل ثبت أنه كشف عن وجهه حتى تيقن وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج إلى قومه ليؤكد موته وقد ثبت ذلك. وفي صحيح البخاري بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توفي وأبو بكر في السّنة، فقال عمر: والله ما مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -! .
فجاء أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن النبي صلى الله عليه وسلم فقبّله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ”يا أبا بكر، ما هذا؟ فقال ”طُوبَى لَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنْ عِشْتَ أَوْ مِتَّ. لا أماتك الله موتتين“. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ ”يَا أَيُّهَا الْحَالِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ دَعْهُ“. فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. فقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات.
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّهُ يَحْيَى وَلَا يَمُوتُ إِنَّهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)} (1) قال تعالى ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ: 144}. اهـ.
ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها أنهم لم يجردوه من ثيابه، فإنهم لما أرادوا غسل النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: لما أرادوا غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -. ”والله ما ندري أنجرد ثياب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نجرد ثياب الميت، أو نلفها في ثيابه“.
فَقَالَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”اغْسِلُوهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ“. فانطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه وصبوا الماء على قميصه ودلكوه بقميصه من غير أن يمسوه بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”يا معشر النِّسَاءِ، فَمَا كُنْتُ أَغْسِلُهُ إِلَّا بِأَيْدِيهِنَّ“ . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
وكُفِّنَ في ثلاثة أثواب، كما جاء في حديث عروة عن عائشة: كُفِّنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة. قَالَ
كُفِّنَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَوْبَيْنِ حِبَرَةٍ وَثَوْبٍ حِبَرَةٍ.
تعليقات
إرسال تعليق