ورد اسم الله اللطيف.. ورد التشريف بدعوة يا لطيف ؟
**التعريف بهذا الورد:**
اسم الله تعالى (اللطيف) يحمل آثارًا ونفحات عظيمة، مما جعله في مقدمة الأذكار التي يتعبد بها السالكون في سعيهم نحو الفتح وتخفيف الشدائد وقضاء الحاجات.
أما طريقة التعبد (الجماعي) بهذا الورد، كما تلقيناها، فهي كالتالي: بعد البدء بالاستعاذة، ثم البسملة، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، يقوم الحاضرون بقول:
أقراء ايضأ دعاء سورة يس لتسخير القلوب مكتوبة ومستجاب 2025 من هنا ؟
- اللهم يا لطيف، نسألك اللطف فيما جرت به المقادير، اللطف بنا يا لطيف.
- (يا لطيف يا لطيف) يُكرر مائة مرة.
- وعلى رأس كل 33 مرة، يُدعى بالدعاء السابق: "اللهم يا لطيف، نسألك... إلخ".
- وعند الانتهاء، يُقال:
- اللهم يا لطيف بخلقك، يا عليم بخلقك، يا خبير بخلقك، الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير (ثلاث مرات).
- ويختتمون بقولهم:
- ثم يرددون ثلاث مرات:
- بعد ذلك، يقولون:
- "اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير، اللهم ادفع عنا إنك على كل شيء قدير" (ثلاث مرات).
- ويختتمون بعبارة:
- "لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم".
- كما أن الطريقة الشاذلية تعطي اهتمامًا خاصًا لذكر هذا الاسم في جماعة، مع مراعاة صحة اللفظ وتمام الأدب وحضور القلب.
- (من كتاب "مفاتح القرب").
من القواعد المعروفة لدى العلماء أن شرف العلم يتناسب مع شرف المعلوم، ولا يوجد علم أسمى من العلم بالله عز وجل وأسمائه الحسنى وصفاته العليا. وقد قال ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد": "إن العلم بأسماء الله وصفاته والتعبد بها هو محور السعادة ورحى الفلاح والنجاح. من أراد السعادة فليتمسك بأسماء الله وصفاته، فهي مصدر الأنس والأمان، وما راحة القلب وسعادته إلا من خلالها، لأنها تتعلق بمن بيده شفاء القلوب وسعادتها بالوصول إليه".
إن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، مستمدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، ولا مجال للعقل أو الاجتهاد فيها. وأهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه من أسماء وصفات في كتابه، أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، دون تحريف أو تعطيل، ودون تكييف أو تمثيل، فهو سبحانه الكامل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، لا شبيه له في ربوبيته ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته.
"اللطف" هو صفة ثابتة لله عز وجل، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية، كما يُعتبر اللطيف أحد أسماء الله الحسنى. يتجلى لطف الله تعالى بعباده في صور ومعانٍ متعددة وعظيمة، منها: الرفق، والبر، والإحسان في خفاء، حيث يعلم الله تعالى دقائق الأمور وخفاياها، وما في قلوب الناس. يُحسن الله إلى عباده من حيث لا يتوقعون ولا يعلمون.
قال ابن منظور في "لسان العرب": "اللطف هو البر والتكريم والتحفي". وأوضح الأزهري في "تهذيب اللغة" أن "اللطيف" يعني الرفيق بعباده، بينما أشار الزجاج في "تفسير أسماء الله الحسنى" إلى أن اللطف في وصف الله يدل على إحسانه إلى عباده في خفاء، وتوفير أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون، كما جاء في قوله تعالى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: 3). وأكد السعدي أن "اللطيف" هو الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، ويدرك الأمور الدقيقة، وهو لطيف بعباده المؤمنين.
وصفة "اللطف" من صفات الله عز وجل الثابتة، وقد ذُكر اسم "اللطيف" في القرآن الكريم والسنة النبوية. ومن الآيات التي تشير إلى ذلك قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}(الأنعام: 103). وقد أوضح السعدي أن الله هو الذي لطُف علمه وخبرته، حيث يدرك الأسرار والخفايا والبواطن بدقة. ومن مظاهر لطفه أنه يقود عباده إلى ما فيه مصلحتهم في دينهم، ويحقق لهم ذلك بطرق لا يشعرون بها ولا يسعون إليها، مما يؤدي بهم إلى السعادة الأبدية والفلاح الدائم من حيث لا يحتسبون. وقد يبتليهم بأمور يكرهونها ويتألمون منها، ويدعون الله أن يزيلها، لكن الله يعلم أن تلك الابتلاءات هي سبيل لتحقيق صلاح دينهم وكمالهم. فسبحان اللطيف الرحيم بالمؤمنين.
تعليقات
إرسال تعليق